السيدة فاطمة(س) هي رمز الحقانیة وصیانة الرسالة النبویة
وأشار إلی ذلك، القسّ المسيحي، وأستاذ مادة الدراسات الشیعیة في جامعة "بابي Urbanianum" في روما والخبیر في الدراسات العربیة والإسلامیة "الدكتور كريستوفر كلوهيسي" (Christopher P. Clohessy) قائلاً: بأنه ولد وترعرع في جنوب إفریقیا وعمل هناك کـ قسّ مسیحي(كاهن كاثولیكي) حیث تواصل مع المسلمین وتعرف علیهم وعلی دیانتهم.
وأضاف بأنه لم یستطع تجاهل المسلمین ولهذا السبب قرّر کسب المزید من المعلومات عن الدین الإسلامي وتعالیمه وذلك لیس من خلال المصادر الغربیة بل عبر المصادر الإسلامیة الرئیسیة ولهذا السبب سافر الى القاهرة لتعلّم اللغة العربية وبعد ذلك قرر الهجرة إلی إیطالیا للتعلم والتخصص في مجال الدراسات الشیعیة.
وأردف مبیناً بأنه بعد أن قرّر أن یتخصص في الدراسات الشیعیة، قرّر کتابة سیرة السیدة فاطمة الزهراء (س) کـ أول کتاب علمي تتم کتابته بهذا المجال وأول کتاب یضمّ سیرة السیدة فاطمة الزهراء (س) کاملة.
وقال الکاهن الکاثولیكي "كلوهيسي" بأنه یعمل في جامعة الفاتیکان حیث یتم تعلیم اللغة العربیة الفصحی والعلوم الإسلامیة من خلال النصوص الإسلامیة وحدها مؤکداً بأننا نستخدم المصحف الشریف والحدیث والتفسیر والکلام والتاریخ الإسلامي من مصادرها الإسلامیة.
ووصف الأکادیمي المختص في الدراسات الشیعیة قائلاً: بأنه عمل علی عرض سیرة السیدة فاطمة الزهراء (س) إلی الناطقین باللغات الأخری.
وحول دوافعه في کتابة سیرة فاطمة بنت الرسول (ص) قال إنه في البدایة أراد أن یفند نظریة أحد الکتاب الغربیین الذین إدعی قبل عقود بأن السیدة فاطمة الزهراء (س) لم یکن لها دور کبیر في صدر التاریخ الإسلامي وإن الشیعة یبالغون في ذلك.
وأردف مبیناً بأنه أراد أن یثبت بأن الشیعة لم یخلقوا شخصیة السیدة فاطمة الزهراء (س) لیبرزوا أنفسهم إنما للسیدة الزهراء (س) دور مهم وشخصیة بارزة ومهمة في الکثیر من مصادر أهل السنة قبل الشیعة.
وأکد بأن السیدة الزهراء (س) هي الخلف الوحید لأبیها رسول الله وبها استمر نسل النبی (ص) ولهذا اتخذت موقفاً شدیداً من خلافة أبیها بعد وفاته (ص) وموقفاً شدیداً تجاه ضرورة العدل الإجتماعی واحتجت (س) علی زعماء المجتمع الإسلامي.
وأکد بأن سیرتها (س) تظهر بأنه کانت رمزاً للعدل وصیانة الحق وعدم الإنحراف فهي (س) کانت أکثر الناس علماً بسیرة النبي(ص) وبتعالیم الإسلام الأصیلة وهي من منظوري الشخصي کانت رمزاً مهماً لصیانة الرسالة النبویة.
وصرّح الدكتور كريستوفر كلوهيسي أن الحوار بين الأديان يمهّد للسلام العالمي، قائلاً: إن الحوار بين المفكرين الشيعة والكاثوليك مهم جداً لأن هناك الكثير من القواسم المشتركة بينهم، مصرحاً أن الحوار يؤدي إلى التفاهم المتبادل والاعتراف بمعتقدات الآخرين ويساعد على تعميق الصداقة وتحقيق السلام العالمي.
هذا ويذكر أنه قد تصدّر الكاهن الكاثوليكي والأكاديمي الدكتور كريستوفر كلوهيسي المشهد الديني والثقافي بـ "4 كتب" باللغة الانكليزية عن التراث الاسلامي الشيعي بعد تقديمه رؤى وأطروحات تُظهر عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وفكرهم الأصيل.
وتناول كلوهيسي في كتبه التراث الإسلامي، خصوصاً في كتابته عن كربلاء المقدسة وما وردَ حولها في النبوات والرسالات السماوية التي سبقت الدين الإسلامي, اضافة الى الفكر الشيعي والشخصيات البارزة من بينها السيدتان الطاهرتان فاطمة الزهراء وزينب الكبرى (عليهما السلام) بعناوين "كربلاء"، "فاطمة بنت محمد"، "نصف قلب.. حكايات زينب بنت علي"، و"الإسلام الشيعي"، وقد فاز كتابه نصف قلب الذي صدرت طبعته الثانية، ضمن أفضل كتب التاريخ الإسلامي من قبل (Book Authority).
