ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

ثناء الأبرار شهادة صادقة على حُسنِ ما يرون منه

15:35 - August 14, 2023
رمز الخبر: 3492316
بيروت ـ إکنا: "خَيْرُ الثَّناءِ ما جَرى عَلى أَلْسِنَةِ الْأَبْرارِ". هذا هو الثناء الذي يرتاح له المؤمن، وتنشرح له أساريره، فثناء الأبرار شهادة صادقة على حُسنِ ما يرون منه، وسلامة ما هو عليه، إنهم لا يُثنون جُزافاً، إذ يتحمَّلون مسؤولية ما يصدر عنهم من توثيق وتعديل وثناء.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "خَيْرُ الثَّناءِ ما جَرى عَلى أَلْسِنَةِ الْأَبْرارِ".

وقال عبد صالح في ثمانينات القرن الماضي: إذا مَدَحَنا (الأشرار) فعلينا أن نشُكَّ في أنفسنا. وهي مقولة صادقة أجراها الله على لسانه الشريف، فإن الأشرار لا يمدحون الأخيار، ولا يُثنون على فِعال الخير، وكيف يمدحون الأخيار وهم على النقيض منهم؟ وهل رأيت قارئي الكريم فاجراً يُثني على بارٍّ من الناس؟! وهل رأيتَ كَذّابا يُثني على صادق؟!، وهل رأيت فاسقاً كافراً يُثني على مؤمن؟! وهل رأيت مُحتَلاً غاصباً يُثني على من يرفض اغتصابه لأرضه؟! إن الأشرار والفُجَّار لا يُثنون إلا على أمثالهم ومن يكون على شاكلتهم، أو من يتفق معهم، أو يتنازل لهم، أو يسايرهم في توجهاتهم، أو يرضى بفعالهم.

واليوم نرى الطغاة والظلمة والمحتلين الغاصبين ينعتون كل من يرفضهم، ويرفض الإذعان لهم، ويرفض مشاريعهم، ويواجه ظلمهم، بأوصاف ونعوت سيئة كثيرة، تتقدمهم للناس على غير حقيقتهم، فينعتوهم بالمُخربين والإرهابيين والمتخلفين والغوغائيين، وتمعن وسائل إعلامهم في استعمال هذه المصطلحات لتشويه سمعتهم وجعلهم منبوذين في الناس، الأمر الذي يُبرر للأعداء أن يشنوا عليهم الحروب، فلا يُلاموا على ذلك، ولا يُلاموا على محاصرتهم والتضييق عليهم وقتلهم. 

كذلك نرى الطغاة والظَّلَمَة والمُحتلين يطلقون على أدواتهم أوصاف التقدميين والمتحضرين والإنسانيين والمنفتحين على العالم والذين يُحبون الحياة، ويقدمونهم نماذج راقية تعرف كيف تعيش، ترغب بالسلام وتقيمه مع أعدائها.

وطبيعي جداً أن يَذُمّ الأشرار أعداءهم ويُثنوا على أوليائهم وأدواتهم، لكن ذلك لا يقدم شيئاً ولا يؤخر في قاموس الأبرار لأنهم لا يحتاجون إلى ثناء من أحد، ولا يطلبونه، ولا يفخرون به، ولايُضيرهم بل يزيدهم ذَمُّ الفجار لهم إصرارا على ما هم عليه، ومُضياً على صراط الحق الذي اختاروه لأنفسهم. بل يجدون في ذَمِّ الأشرار لهم شهادة يفخرون بها، ووسام شرف وافتخار وصدق، ودليلا على استقامتهم وسلامة منهجهم.

"خَيْرُ الثَّناءِ ما جَرى عَلى أَلْسِنَةِ الْأَبْرارِ". هذا هو الثناء الذي يرتاح له المؤمن، وتنشرح له أساريره، فثناء الأبرار شهادة صادقة على حُسنِ ما يرون منه، وسلامة ما هو عليه، إنهم لا يُثنون جُزافاً، إذ يتحمَّلون مسؤولية ما يصدر عنهم من توثيق وتعديل وثناء.      

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

captcha