وأشارت إلی ذلك، الأکادیمیة الايرانية والأستاذة في مؤسسة "الحكمة والفلسفة" البحثية في ايران، "فاطمة شهیدي" في محاضرة ألقتها في مؤتمر تكريم "الفيلسوف أبي نصر الفارابي".

وأكدت أن أبا نصر الفارابي کان أول فیلسوف في تأریخ الفلسفة الإسلامیة علی الرغم من وجود بعض الفلاسفة المسلمین قبله حیث کانت لهم مساع فلسفیة ولکنه کان أول من تلّبس بصفات الفیلسوف بالمعنی الدقیق.

وأشارت الى أن الفیلسوف هو من له إشراف علی القضایا المعاصرة وینطلق منها نحو التنظیر والتصنیف وهذا یعني أن من له مساع في شرح نظریات لغیره لیس فیلسوفاً وهذا ما یمیز أبانصر الفارابي عن سلفه من الفلاسفة.

وقالت "فاطمة شهيدي" إنه کان الفارابی أول من تناول قضایا عصره بأسلوب عقلاني علی مستوی العالم الإسلامي بل إنه کان یرنو إلی التنظیر حول قضایا عصره والتفکر في المصادر ورغم تناوله فکر إفلاطون وأرسطو ولکنه کان له رأیه الخاص.

وعایش الفارابي مجتمعاً کان لایحتمل الجدید في الدین بینما سعی الفارابي إلی الإتیان بفکر جدید وتقدیمه إلی المجتمع المغلق آنذاك. وفهم الفارابي الفلسفة وكان أول فيلسوف مسلم يناقش قضايا مثل السياسة والمجتمع.

وفي القرن السادس عشر للمیلاد، وصلت الفلسفة الإسلامية إلى الحكمة المتعالية والملا صدرا الذي له أعمال ووجهات نظر في السياسة لكنه لم يطرح قضايا اجتماعية يومية، وهذا يعتبر فرقاً مهماً بين الفارابي والفلاسفة المسلمين من بعده.

هذا ويذكر أن الفارابي وعُرِف بأبي نصر واسمه الأساسي محمد، وُلد عام 260 هـ، في فاراب في إقليم تركستان وتُوفي عام 339 هـ. لُقب باسم الفارابي نسبةً للمدينة التي ولد فيها وهي فاراب. يعُتبر الفارابي فيلسوفاً ومن أهم الشخصيات الإسلامية التي أتقنت العلوم بصورة كبيرة مثل الطب والفيزياء والفلسفة والموسيقى وغيرها.