ایکنا

IQNA

الشيخ غازي حنينية:

آية الله النمر يرفض أن يؤخذ بالإسلام إلى منحى التطبيع وامتصاص دماء الشعوب

20:04 - December 31, 2021
رمز الخبر: 3484064
بيروت ـ إکنا: أكد "الشيخ غازي حنينة"، رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن رجل الدين السعودي "الشهيد آية الله النمر" يرفض أن يؤخذ بالإسلام إلى منحى التطبيع وامتصاص دماء الشعوب والسيطرةِ على مقدراتهم.

وبمناسبة الذكرى السادسة لشهادة آية الله النمر، نظمت مؤسسة الشهيد آية اللّه النمر العالمية، مساء يوم الثلاثاء الماضي 28 ديسمبر 2021 للميلاد، بالتعاون مع مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية، ومؤسسة عاشوراء الدولية، ندوة فكرية عبر منصة الزووم  تحت عنوان:  "الإصلاح السياسي في فكر الشهيد آية الله النمر". 

وأدارت الندوة الإعلاميّة سندس الأسعد وقد استهلت بالحديث عن الحراك الثوري الذي شهدته شبه الجزيرة العربية في مطلع الخمسينيات، ونهاية ما عرف بالإنتداب، حيث كانت النخب العربية تشق طريقها نحو التحرر من إستعمار آخر مقنع ومختبئ وراء أنظمة، فبرزت إنتفاضات تحررية ، وبرز إسم ناصر السعيد كمطالبٍ بالإصلاح السياسي وبدستور وإنتخابات وتوزيع عادل للثروة وبكف يدّ المستعمر.

وأضافت: ثم ألهم انتصار الثورة الإسلامية في إيران نخب الحجاز ونجد لتشكيل نواة ثورية جديدة تتطلع للتحرر والعدالة، فبرز الشيخ نمر النمر رمزًا إصلاحيًا نضاليًا لسياسات النظام السعودي، الذي يتّخد من الإسلام ذريعةً لممارساته الإجراميّة، ويتفنّن في القمع، واستهداف رجال الدين والمفكّرين والمنتقدين بأبشع صورة، من المطاردة للإعتقال، بما يتخلله من تعذيب ممنهج وصولًا لإقامة الحد"الأسعد أردفت: "واجه الشيخ الشهيد نزعة النظام العدوانية وإستخفافه تام بالعدالة والمساواة وحق التعبير، متمسكًا بالقيم والمبادئ الإسلامية. لم ينحرف عن مبادئه، مُجدًّا في دوره الإصلاحي، وعَلَمًا في مسيرة النضال الحق".

وبعد تلاوةٍ قرآنيةٍ عطرة للقارئ محمد شحيمي، تحدث رئيس مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة السيّد فادي السيّد، في كلمته الافتتاحية ، عن الشخصية الريادية لسماحة الشيخ الشهيد اية الله نمر باقر النمر معتبراً ان الشهيد رسخ نهجا جهاديا فريدا من نوعه في دول مجلس تعاون الخليج الفارسي.

واوضح سماحته ان الشيخ النمر استطاع من خلال شخصيته الجهادية ان يكسر جدار الصمت والخوف الذي ساد في شبه الجزيرة العربية بشكل مطبق جراء سياسية التهديد والتهويل والانتهاكات التي يمارسها النظام بحق المعارضين في المملكة وخارجها.

واضاف السيد فادي السيد ان اية الله النمر قام بواجبه الرسالي والشرعي ومارس دوره الوطني في المطالبة بحقوقه المشروعة المكفولة في الدستور المحلي والدولي بالدفاع عن الشعب المضطهد حتى قضى شهيدا مؤكدًا بأن دماء الشهيد النمر ستشق طريق النصر والفرج لكل المستضعفين لاسيما في شبه الجزيرة العربية. 

وبدوره، الشيخ غازي حنينة رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين، من لبنان، تحدث عن منهج الشيخ الشهيد الذي ثار على إسلام آل سعود ليكرس مبادئ رسالة الإسلام المحمديّ الأصيل الذي يحقق الكرامة الإنسانية ويؤكد على التآخي والمساواة، ورفض سماحة الشيخ، بحسب حنينة، أن يؤخذ بالإسلام إلى منحى آخر، منحى التطبيع وامتصاص دماء الشعوب والسيطرةِ على مقدراتهم.

وأضاف: "عرض الشهيد نفسه للتعذيب والقتل دفاعًا عن حياض الإسلام ليكون نبراسًا ومنهجًا لا يختص بطائفة واحدة. ووقف وقفة العالم المجاهد، لم يفكر بمال ودنيا، بل عمل على تحقيق كرامة وعزّة الأمة".

والشيخ شريف أمبالو الأمين العام للمجلس الأعلى لأهل البيت (ع) في السنغال قال بأن سماحة الشيخ الشهيد شخصية حاضرة في الذاكرة الجماعية للأمة ولثائريها، وهو علم من أعلام الإسلام الحقّ ورمزًا للصحوة.
 
وقال أمبالو بأن صحوة الشيخ انطلقت من ذاته، لتوجب على المسلمين الانطلاق من ذاتهم لتحقيق الإصلاح السياسي المنشود بوجه التنكيل والتعدي على الحريات.

وأردف: "خرج الشهيد كالإمام الحسين (ع) لا أشرًا ولا بطرًا إنما مصلحًا ومحاربًا للإنحرافات وهدر الثروات وتفشي الفساد، محافظًا على روح الإسلام. وعلى نهجه مضى الشهيد قاسم سليماني لتحقق دماؤهم الطاهرة النصر الموعود".

من جهته، شدد السيد نذير السيد نور الصومالي، رئيس المحاكم الشرعية في أوغادين سابقًا، بأن سماحة الشيخ الشهيد من صفوة العلماء القياديين ، ضحى بأغلى ما يملك فكان للظالم خصمًا وللمظلوم عونًا. وقال: "قارع الشهيد الظالمين في بلدٍ يروح تحت نير الفسقة وفجور المستعمرين". وتابع السيد نذير مؤكدًا على أن الأنظمة تقمع الشعوب في حربها على الإسلام، وهذا ما دفع الشهيد للقيام طالبًا الإصلاح السياسي، وموظفًا كل طاقاته لتوعية الناس  من خطر الوهابية المحدق.

والباحث الإسلامي الشيخ توفيق علوية من لبنان أكد بدوره على أن سماحة الشيخ الشهيد أصّلَ لحالة جهادية نموذجية نتجت عن وعي وتجارب متراكمة، فلم يكن حراكه عبثيًا إنما لمنهجية تحكمها معايير التضحية بوجه نظام لا تحكمه أي معايير دينية أو أخلاقية. وأردف علوية: "النظام السعودي تحكمه عقلية قبلية يقتات فيها القوي على الضعيف". وقارب سماحة الشيخ علوية شخصية الشيخ من منظور حقوقي مؤكدًا على أن منهجه يستحق التأمل والدراسة لكل من يناشد بالمساواة والعدالة.

من اليمن، تحدث رئيس الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء حميد عبد القادر عنتر، كاتب ومحلل سياسي، عن المظلومية التاريخية التي تعرض لها سماحة الشيخ الشهيد على يد النظام السعودي الوهابي الذي لا يفقه إلا لغة القتل وسفك الدماء. وأكد بأن ثورته مرتبطة بثورة كربلاء وبثورة 21 سبتمبر التي أطاحت بمرتزقة آل سعود في اليمن. وأضاف: "النظام السعودي عصابة لا تحتكم لا إلى دين ولا إلى شريعة، هو سرطان أوجده الاستعمار البريطاني ليفتك بجسد الأمة، ولا مشروع له سوى التآمر وقمع الحريات"، داعيًا إلى ضرورة عقد مؤتمر إسلامي لحماية المقدسات الإسلامية من وصاية النظام السعودي، الذي يهدر عوائدها في حروبه العبثية وفي نشر التكفير. واستهزئ عنتر بتوجيه التهم الدائم إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم تقم إلا بدعم المستضعفين وتأصيل الإسلام المحمدي الأصيل فهي ذات مشروع رسالي وحدوي. وختم مدينًا الصمت المخزي اتجاه جرائم النظام السعودي بحق اليمنيين مؤكدًا بأن دمائهم ودماء الشهيد النمر ستحقق سقوط هذا الطغيان وسحقه. 

والإعلامي الفلسطيني رأفت عسيله من غزة أكد بأن مشروع الشهيد الشيخ نمر باقر النمر كان وحدويًا جامعًا، ودفع ثمنه شتى صنوف التنكيل قبل وخلال الإعتقال حتى شهادته على يد نظام يستهدف كل من يجرؤ على التصدي لجرائم المشروع الصهيوني والإستكبار الأمريكي.
 
وأكد عسيله بأن هذا النظام يمارس كل أشكال الحصار بحق الشعب الفلسطيني فيمنع عنهم التبرعات تنفيذًا لأمر سيده الصهيوني. وأردف بأنه يدعي مواجهة مخططات إيران التي لم تبخل بدعم ونصرة الشعب الفلسطيني يومًا بالسلاح والمال والمساعدات.
 
وعسيله أكد على أن العدوان على الشعب اليمني نازي، ويهدف إلى اخضاع أهل الأرض الحقيقيين، وهو تمامًا كالعدوان الهمجي الممنهج على الشعب الفلسطيني، يراد من خلالهما فرض دخيل، قائلًا: "العدوان واحد، يختلف سائق الطائرة فقط". وختم بأن الفكر الوهابي الداعشي، صنيعة الإستعمار، أسقطه وسيسقطه دماء الشيخ النمر ودماء حفاة اليمن وسائر المستضعفين.

من فلسطين أيضًا، تحدث الأب عبد الله يوليو، الرئيس الروحي لكنيسة الروم الكاثوليك في رام الله، مهنئًا بعيد ميلاد النبي عيسى (ع)، ومؤكدًا على ضرورة تكريس الكرامة الإنسانية التي دافع عنها كل الرسل، نابذين العنف والقتل والظلم. وأردف بأن الحوار بين الأديان لا بد منه لتحقيق الأهداف العادلة المشتركة لأبناء هذه الأمة ومصالحها وقضايا بوجه المشاريع الشيطانية التي يراد فرضها بالقوة. 

والإعلامي السوري، محمود الموالدي، من جهته، بيّن بأن ذكرى شهادة الشيخ النمر فرصة لكل النخب في المحور من أجل مراجعة طروحاتها في مواجهة المستكبرين الذين يواصلون عدوانهم على سوريا ولبنان واليمن وفلسطين وشعوب شبه الجزيرة العربية، والتي لم تنل شعوبه إلا استقلال صوري.
 
وتابع: "علينا توحيد صفوفنا لتقوية مناعتنا بمواجهة هذا العدوان ونبذ التكفير والتفريق والاستعباد والتسلط، مستفيدين من نماذج الشهيد الشيخ النمر والشهداء القادة". وأكد بأنه لا بد من مراجعة حقيقية للمشهدية القومية من أجل مواكبة التحديات الإستثنائية وإيجاد خيارات جديدة.

ورئيسة قسم الثقافة والأدب في مركز الأمة الواحدة، الشاعرة فاطمة السحمراني، ألقت قصيدةً من وحي المناسبة، تحت عنوان "شيخ الوافدين"، تحدثت فيها عن مقام الشهداء الخالدون في ذاكرة الأمة، مشبهةً سماحة الشيخ الشهيد بقمح الأرض الذي يقتات منه كل المجاهدين الثائرين.
 
كذلك شددت الناشطة "السيدة هدى الموسوي"، أخت سيد شهداء المقاومة الإسلاميّة السيد عباس الموسوي، على أن سماحة الشيخ الشهيد من الأولياء الربانيين، الذين خصهم الله بكرامة الجهاد والشهادة، جاهد جهاد الكلمة الحق بوجه سلطانٍ جائر.

وأضافت: "كان رجل في أمة، وقف بكل شجاعة وبنفس ثوري كربلائي ليكرس الإسلام الأصيل وليحقق عزة الأمة وليصوب البوصلة". وأكدت بأن الشهيد عاش معاناة المستضعفين فنال مقام الشهادة لتبقى كلمة الإسلام هي العليا.

ختامًا، ومن اليمن تحدث الكاتب السياسي "هشام عبد القادر عنتر" عن النموذج الفذّ الذي صَرَخَ يقولُ "هيهات منَّا الذِّلّة"مطالبًا بالإصلاحاتِ كافّة للأمَّة الإسلاميَّة كافّة، ولأهله في المناطق الشَّرقيّة حيث شتَّى أنواعِ الظُّلمِ والحرمان.وأردف: "ترَكَ أثرًا إنسانيَّا في كيفية مجابهة الظُّلمَ، لم يخضعْ ولم يركعْ وهو في سجونِهم، بل استمرَّ بالنّضالِ حتى تمَّ إعدامه، ولم يكن إعدامه إلا إعدامًا للإسلامِ وللأمَّةِ".

وختم: "نُجدِّدُ العهدَ أن لا ننسى شهيدَ الأمّةِ وأيضًا نخاطب أحرارِ العالمِ بأنْ يسألوا انفسهم،  ٍلماذا وصل حال المسلمينَ اليوم إلى ما هو عليه من قتل للعلماءُ باسمِ الإسلامِ، والمقدّساتُ مُحتلَّةٌ باسمِ الإسلام، أينَ الصَّحوةُ العالميّةُ الصّادقةُ؟".
captcha