ایکنا

IQNA

كورونا لم يوقفهم..حفاظ القرآن بغزة يتدارسونه عبر الإنترنت

9:05 - April 08, 2020
رمز الخبر: 3476071
غزة ـ إکنا: على غير المعتاد، يجلس المحفظ "خالد أبو شاويش" أمام هاتفه المحمول ليبدأ بتحفيظ القرآن الكريم والتسميع لطلبته عبر فضاء الإنترنت مستغلاً الإجازة القسرية، ومتحدياً الحجر البيتي الإلزامي بسبب "كورونا".

وهذه الخطوة لاقت استحسان المُحفظين في ظل انتشار فيروس كورونا، وإغلاق المساجد من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إعمالا لمقاصد الشارع في حفظ النفوس والاحتياط من الأذى.

واستطاع العشرات من المحفظين في قطاع غزة تجاوز إغلاق المساجد وعدم تمكنهم من الالتقاء بطلبتهم وجهًا لوجه، الأمر الذي دفعهم للالتقاء بهم إلكترونيًّا لضمان حفظ الورد اليومي للطلبة، بما يضمن دوامهم على الحفظ.

ويرتاد مراكز التحفيظ الإلكتروني في دار القرآن الكريم والسنة بقطاع غزة حوالي 6000 طالب، حيث يبلغ عدد الطلبة في محافظة خان يونس نحو 700 طالب.

ويقول أبو شاويش المحفظ في مركز أبو ذر الغفاري بحي الأمل غربي محافظة خان يونس، إن فكرة التحفيظ الإلكتروني تأتي في ظل إغلاق المساجد وعدم إمكانية التواصل المباشر مع الطلاب؛ نظراً للإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة.

وأوضح المحفظ أبو شاويش، أن هذه الظروف دفعت دار القرآن الكريم والسنة والمحفظين إلى البحث عن وسائل بديلة، خاصة بعد الإنجازات التي تحققت في الفترة السابقة مع القرآن الكريم.

وأشار إلى أن الانقطاع له آثار سلبية على الطلبة بشكل خاص، وعلى مسيرة تعليم القرآن الكريم بشكل عام، ما دفع للحرص على البحث عن وسائل بديلة تمنع هذا الانقطاع.

ومن أبرز الوسائل التي استخدمها المحفظون، التواصل مع الطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت المختلفة، مثل تطبيقات الماسنجر والواتساب والزوم.

ولفت إلى أنَّ عددا من الطلبة ليس لديه إمكانيات كغيره من الطلاب، كتوفر الإنترنت أو الجوال الحديث، ما دفعهم للتواصل مع الطلاب من خلال الاتصال الهاتفي عبر الجوال.

ويتواصل أبو شاويش مع طلبته الثلاثة عشر عبر الإنترنت، لافتاً إلى أن واحدا من الطلبة الذين يدرسهم يتواصل معه بشكل مباشر عن طريق الاتصال عبر الجوال نظراً لعدم توفر جوال حديث لديه.

وتختلف أشكال التواصل مع الطلبة حسب أبو شاويش، لافتاً إلى أن الشكل الأبرز للتواصل يكون عبر المحادثة الجماعية عبر تطبيق الماسنجر.

وأوضح أنه ينشئ قروبا على الماسنجر، خاصًّا بحلقات التحفيظ، من خلاله يتواصل مع الطلبة، حيث يُلقن الطلبة ويُسمع لهم بشكل مباشر. 

وأشار إلى أن عددا من الطلبة لا يستطيعون التواصل في نفس وقت الحلقة نظراً لانقطاع الإنترنت أو الكهرباء، فيتواصل معهم عبر تصوير مقطع فيديو مصور للتسميع الخاص به، ويرسله عبر الواتساب أو الماسنجر، ويردّ بنفسه عليه بمقطع صوتي لأبرز الملاحظات عليه.

والطالب عبد الكريم صافي (11 عاما) أحد طلبة التحفيظ في مركز أبو ذر الغفاري يلتزم مع شيخه في حلقات التحفيظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول "للمركز الفلسطيني للإعلام": إن هذه الخطوة جميلة حيث أتواصل بشكل مباشر مع المحفظ للتسميع له بما أحفظه من آيات القرآن الكريم، وذلك نتيجة عدم تمكني من التوجه للمسجد في ظل إغلاق المساجد.

وأشار إلى أن والده وفّر إنترنت وبطارية خاصة تجعله يتواصل في أي وقت مع المحفظ الخاص به، الأمر الذي سهل عليه التسميع والاستماع من الشيخ.

وحول الفكرة العامة، قال بلال زاهر إسماعيل، المشرف بدار القرآن الكريم والسنة بمحافظة خان يونس، إنه وبعد إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا توقفت أنشطة التحفيظ في المساجد، ما أوجد تحديًّا بإيجاد طرق بديلة لاستغلال الإجازة البيتية ووجود وقت فراع لطلبة تحفيظ القرآن الكريم.

وأضاف زاهر خلال حديثه "للمركز الفلسطيني للإعلام": "بحثنا عن أفضل الطرق والوسائل لتجاوز هذه المشكلة إلى أن اهتدينا إلى فكرة التحفيظ الإلكتروني بين المحفظ والطالب".

وأكد رفض أي فكرة للتواصل بشكل مباشر بين الطلبة والمحفظين ولو بصورة فردية، خشية انتشار عدوى المرض نتيجة الالتقاء المباشر أو ملامسة المصحف.

وأشار إلى أنه يوجد عدد من الخيارات لدى المحفظين عبر الإنترنت، أولى هذه الخيارات التسميع من الطالب بشكل منفرد مع المحفظ بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اتصال فيديو يرسل عبر أحد وسائل التواصل.

والخيار الثاني من خلال جمع الطلاب في حلقة جماعية مباشرة، والتواجد مع المحفظ بالتسميع والاستماع، وهو الخيار الأفضل، حسب المشرف.

ولفت إلى وجود بعض التحديات أبرزها فقدان الإنترنت خلال الحلقة المباشرة، حيث تم تجاوزها بجعل الطالب يسجل الفيديو ويرفعه للمحفظ لتقييم أدائه.

وذكر أنه تم توفير رصيد موبايل للمحفظين للقيام بالاتصال عن طريق الجوال اتصالا مباشرا مع الطلبة غير القادرين على توفير إنترنت أو جوال حديث؛ من أجل الالتزام بالحلقة، موضحاً أن نسبة نجاح المشروع بلغت حوالي 85% للطلبة.

وأفاد أنه يرتاد مركز التحفيظ الإلكتروني في منطقة حي الأمل غربي محافظة خان يونس حوالي 150 طالبًا.

وأشار إلى أن الاجتماع بين المشرف والمحفظين أيضاً يكون بشكل إلكتروني، من خلال التحضير لاجتماع يكون متفق عليه على أحد منصات التواصل الاجتماعي.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
captcha