والتعابير القرآنية حول النظم تنقسم إلى القسمين التشريعية والتكوينية، ويتضمن القسم التكويني إشارات إلى النظم الحاكم على العالم ويوصي البشر بالتدبّر فيه حتى الإيمان بخالقه.

وفي هذا الاطار، يشير الله سبحانه وتعالى إلى النظام الدقيق الذي يحكم السماوات، بما في ذلك حركة الكواكب في مدار معين حيث لم تصطدم ببعضها البعض منذ ملايين السنين،كما قال تعالى في الآية 40 من سورة يس المباركة "الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ".

وفي هذا الإطار، تحدّث القرآن الكريم عن خلق السماوات والأرض والكواكب والنجوم،  ویؤكد أن هناك  نظاماً دقيقاً مدهشاً في خلق السموات، كما قال الله تعالى  في الآية الـ15 من سورة "نوح" المباركة "أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا".

وبالطبع لا يشير القرآن الكريم إلا إلى الجزء الذي يمكن للبشر فهمه واستيعابه من الخلق فيتحدث عن الأمطار والجبال والسماوات والبحار وغيرها من الأمور التي يمكن للبشر فهمها كما قال تعالى "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَی الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَی السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَی الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَی الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" (الغاشية / 17 – 20).

والحقيقة هي أن النظم يتجلّى في كل خلق الله فخلق الله تعالى كل شيء بحساب وجعل لكل شيء واجب وقدر معلوم لقوله تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر: 49).